كتب.. راضي نادي
أكد الخبير الاقتصادي هيثم حسين أن مشروع "مستقبل مصر" للتنمية المستدامة يُمثل خطوة استراتيجية نفذها الرئيس عبدالفتاح السيسي والقوات المسلحة المصرية بقيادة الدكتور بهاء الغنام، رئيس جهاز المشروع، بهدف تعزيز الإنتاج المحلي وتحقيق الاستدامة الاقتصادية في ظل تحديات المرحلة الراهنة.
وأوضح حسين أن الدكتور بهاء الغنام يدير المشروع بفكر مبتكر وخارج عن النمط التقليدي، ما يعكس أهمية الاستعانة بالكفاءات المصرية والعقول الوطنية القادرة على تقديم حلول حقيقية. وأضاف: "علينا أن نعمل معًا لتعزيز أرقام الاقتصاد المصري والاستفادة من طاقاتنا الإنتاجية المعطلة".
وأشار إلى أن مشروع "مستقبل مصر الزراعي" و"مدينة مستقبل مصر الصناعية" هما نواة واقعية للتعافي الاقتصادي، داعيًا المواطنين وقطاع الأعمال للمشاركة الفاعلة، تنفيذًا لدعوة الرئيس السيسي بجعل هذا المشروع ملكًا للشباب والمزارعين والتجار.
وشدد حسين على أن الأزمة الاقتصادية الراهنة ليست فقط نتيجة عوامل مالية، بل ترجع أيضًا إلى مشكلة فكرية في التعامل مع موارد الدولة، مشيرًا إلى أن الناتج المحلي لا يمكن أن يتحسن إلا من خلال مضاعفة العمل والإنتاج والتشغيل.
وكشف أن نسبة مشاركة الصناعة والزراعة في الناتج المحلي لا تتجاوز 10%، رغم أن الطاقة الإنتاجية غير المستغلة في المصانع والمزارع تصل إلى 90%. وقال: "الصناعة والزراعة هما العمود الفقري للاقتصاد، وبدونهما لن نستطيع جذب العملة الصعبة أو تقليل نسب البطالة".
وأضاف حسين أن تقليص الفجوة بين الصادرات التي بلغت 40 مليار دولار في 2024 والواردات التي تجاوزت 96 مليار دولار يتطلب ضخ استثمارات مباشرة قد تصل إلى 180 مليار دولار لتأهيل القطاعين الصناعي والزراعي، بدءًا من الماكينات والمعدات وحتى المواد الخام والتشغيل.
وتابع: "علينا وضع خطة تنموية واقعية تمتد لأربع سنوات على الأقل، مع مؤشرات اقتصادية قابلة للقياس، حتى نصل إلى موقع مؤثر على خريطة الاستثمار الدولي".
وفي ختام تصريحاته، دعا حسين الحكومة إلى تبني حلول اقتصادية مبتكرة بعيدة عن تكرار السياسات التقليدية، قائلاً: "إعادة نفس الأفعال لن تأتي بنتائج مختلفة. مصر ليست دولة مفلسة، بل تملك من العقول والموارد ما يجعلها قادرة على تجاوز الأزمة إذا ما تم توظيفها بشكل عملي وتنفيذي وليس استشاري فقط".
تعليقات
إرسال تعليق